تواجه الجزائر في أول لقاء مونديالي في 13 جوان من السنة القادمة منتخب سلوفينيا الذي يعتبر واحدا من مفاجآت كأس العالم 2010، حيث تأهل بعد مباراة سد صنعت الحدث في هذه الدولة الحديثة والصغيرة جدا، حيث لا تتعدى مساحتها العشرين ألف كيلومتر مربع ولا يزيد عدد سكانها عن مليوني نسمة، أي أنها أصغر من ولاية سطيف في كل شيء. ويحتل المنتخب السلوفيني الصف الثالث والثلاثون في الترتيب الأخير للفيفا.
بعيدا عن الاعتبارات التقنية فإن قرعة المونديال الإفريقي أوقعت المنتخب الوطني الجزائري في فوج يجمع بين أطراف ثلاثة، فالخضر سيواجهون في مباراتهم الأولى سلوفينيا، وهي أصغر بلد متأهل إلى كأس العالم. وبريطانيا في مباراتهم الثانية، وهي أعرق بلد في لعبة كرة القدم. والولايات المتحدة الأمريكية، وهي أكبر دولة في العالم.. وفيما يلي كل ما يجب أن نعرفه عن منتخبات الدول الثلاث، التاريخ والنجوم والطريق المسلوك نحو جنوب إفريقيا.
سلوفينيا التي تأهلت إلى المونديال بهدية من سلوفاكيا:
المنتخب السلوفيني تواجد في الدور الحاسم من التصفيات الأوربية في فوج ناري كان فيه البلد الثاني من حيث الضعف بعد "سان مارينو"، لكنه فاجأ الجميع بنتائجه الباهرة أمام إيرلندا الشمالية وخاصة جمهورية التشيك وبولونيا وهي دول قوية، إذ سبق لبولونيا وأن بلغت النصف النهائي في كأس العالم عام 1974 في ألمانيا.
وبينما رشح الاختصاصيون التشيك ثم إيرلندا الشمالية وبولونيا وسلوفاكيا، حدثت المفاجأة الكبرى عندما أخلط السلوفينيون الأوراق وطاروا إلى المركز الثاني في مجموعة أسالت الكثير من الحبر في مبارياتها الأخيرة. واتهم التشيك السلوفاك برفع الأرجل في لقاء جرى على أرضهم أمام سلوفينيا في براتيسلافا انتهى لصالح منافسي الجزائر بهدفين نظيفين.
وفي الوقت الذي كانت الجزائر منشغلة بمعركتها الكروية أمام المنتخب المصري في لقاءي القاهرة والخرطوم كانت سلوفينيا مع موعد مع التاريخ، حيث لعبت اللقاء الأول في موسكو وتمكنت من العودة بهزيمة مقبولة بهدفين مقابل هدف واحد، وفي لقاء العودة الذي جرى في 18 نوفمبر الماضي في "ماريبور" وحضره الوزير الأول السلوفيني سجل زلاتكو ديديتش أغلى هدف في تاريخ سلوفينيا كان كافيا لينقلها إلى المونديال أمام 13 ألف متفرج وهي سعة الملعب الذي ضم أيضا ألف مناصر روسي بكوا بحرقة، خاصة أن روسيا كانت في كأس أمم أوربا الأخيرة من أحسن المنتخبات، حيث بلغت الدور النصف النهائي ولم تخسر سوى أمام حامل اللقب المنتخب الإسباني.
ماتياز كيك.. مدرب يسعى إلى الفوز الأول:
كان ماتياز كيك (48 عاما) لاعبا في مركز قلب الدفاع وأنهى مسيرته كلاعب في صفوف فريق ماريبور السلوفيني بعد ما قضى أبرز سنوات احترافه في فريقي سبيتال وجراتس النمساويين. ومع اعتزاله اللعب، اتجه للعمل كمدرب مساعد، ثم كمدير فني في فريق ماريبور، ولكنه أقيل عام 2006 وسط مشاكل مالية ومشاكل خاصة بالشغب في ماريبور. وتولى كيك تدريب منتخبي سلوفينيا للناشئين تحت 15 و16 عاما، بينما عمل في أوقات الفراغ بالإذاعة المحلية، وكذلك معلقا كرويا بالتليفزيون السلوفيني. وفي ظل تراجع النتائج بشكل مزعج، أقال الاتحاد السلوفيني لكرة القدم المدرب برانكو اوبلاك من تدريب المنتخب الأول وأسند المهمة إلى كيك في عام 2007، ونجح كيك في تعويض افتقاد فريقه الشديد للمهارات الفنية من خلال فرض النظام على تشكيل وخطة اللعب ليمنع منافسي الفريق من اللعب بكامل قوتهم. وأكد كيك أن هدفه في نهائيات كأس العالم هو تحقيق أول فوز للمنتخب السلوفيني بعد هزيمة واحدة وتعادلين في مشاركة الفريق السابقة في نهائيات بطولة عام 2000.
روبرت كورين: "النجم هو الفريق":
قال روبرت كورين (29 عاما)، قائد المنتخب السلوفيني لكرة القدم، لدى سؤاله عن نجم الفريق "النجم هو الفريق"، وحمل كورين لاعب خط الوسط المهاجم بفريق ويست بروميتش ألبيون الإنجليزي على عاتقه عبء شارة القائد على مدار ست سنوات صعبة ولكنه، وباقي أعضاء الفريق، لم يقدموا أي أداء رائع قبل تصفيات كأس العالم 2010، وفي عام 2004، انتقل كورين إلى صفوف فريق ليلستروم النرويجي، حيث نال المكافأة على ذلك من خلال الانتقال إلى اللعب في إنجلترا بداية من عام 2007، كاد كورين يفقد القدرة على الإبصار نتيجة واقعة غريبة عندما اصطدمت الكرة بقوة بوجهه في وقت سابق العام الحالي، ولكنه استعاد الثقة على ما يبدو بعد تعافيه من هذه الإصابة الغريبة. ولا يرغب كورين في التفكير بشأن مستقبله، باستثناء تفكيره في مسيرته مع المنتخب السلوفيني ومشاركته في كأس العالم.
الطريق إلى جوهانسبورغ تمر عبر موسكو:
خاض منتخب سلوفينيا مشواره في التصفيات الأوروبية ضمن المجموعة الثالثة مع سلوفاكيا وبولندا وتشيكيا وإيرلندا الشمالية وسان مارينو. ولعب منتخب سلوفينيا 10 مباريات، فاز في 6 وتعادل في 2 وخسر في 2 وجمع 20 نقطة، واحتل المركز الثاني خلف منتخب سلوفاكيا، وتأهل إلى الملحق الأوروبي، وأوقعته القرعة أمام المنتخب الروسي الذي فاز في مباراة الذهاب2/1، ثم دفع المنتخب الروسي ثمن تلقي شباكه هدفاً قبل انتهاء المباراة بدقيقتين، ونجح منتخب سلوفينيا في التأهل للمونديال بعد فوزه في مباراة الإياب 1- صفر تحديداً في 18/11/2009.
أمريكا.. الأولى سياسيا واقتصاديا وعسكريا والرابعة عشر كرويا:
تأسس الاتحاد الأمريكي لكرة القدم في العام 1913، وانضم إلى الفيفا في العام نفسه. تأهلت الولايات المتحدة للنهائيات بعد تصدرها مجموعة منطقة الكونكاكاف. ويحتل المنتخب الأمريكي بفضل هذه النتيجة المرتبة الرابعة عشر في ترتيب الفيفا.
هذه المرة الثامنة التي تصل فيها الولايات المتحدة إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم بعد مشاركاتها السابقة في 1930 و 1934 و 1950 و 1990 و 1994 و 1998 و 2002 . كانت أول مباراة دولية للولايات المتحدة عام 1885 وفيها خسرت أمام كندا 0 - 1 وأكبر فوز لها كان عام 1916 أمام جزر كايمان وفازت فيها 8 - 1 وأقسى خسارة كانت عام 1948 أمام النرويج 0 - 11. أفضل إنجاز للولايات المتحدة الأمريكية في نهائيات كأس العالم لكرة القدم كانت حصولها على المرتبة الثالثة عام 1930.
بوب برادلي.. تعزيز الإحساس بروح الفريق:
يدرب بوب برادلي المنتخب الأمريكي لكرة القدم منذ ديسمبر 2008، خلفا لبروس أرينا، و يميل برادلي لإشراك اللاعبين صغار السن في تشكيل المنتخب الأمريكي، وقال برادلي يوم تعيينه إن مهامه القادمة تتمثل في تعزيز إحساس لاعبيه بروح الفريق، وأضاف "كل شخص لديه أسلوب مختلف كمدرب.. العمل طوال هذا العام أرسى أساسا جيدا وغرس في نفوس اللاعبين الأفكار التي نحتاج إليها للارتقاء كفريق". ويحسب لـ برادلي (48 عاما) سجله الحافل في مجال التدريب بدوري كرة القدم الأمريكي وقاد فريق شيكاغو فاير للفوز باللقب سنة 1998 كما قاد منتخب بلاده إلى الدور النهائي لكأس القارات الأخيرة، وهي أحسن نتيجة في تاريخ الكرة الأمريكية.
لندن دونوفان: 19 هدفا في 59 مباراة:
يعتبر لندن دونوفان، من مواليد العام 1982 في كاليفورنيا، من النجوم الواعدين في المنتخب الأمريكي، بعد تجربة قصيرة فاشلة مع بايرن ميونيخ عاد دونوفان إلى بلاده وقاد نادي سان جوزيه إلى لقب الدوري مرتين. تم اختياره أفضل لاعب في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2003. خاض 59 مباراة مع منتخب بلاده وسجل فيها 19 هدفاً.
حسم تذكرة المونديال في الهندوراس:
خاض المنتخب الأمريكي تصفيات أمريكا الشمالية واستطاع أن يصل للمرحلة الأخيرة التي يتأهل إليها 6 فرق واحتل المركز الأول أمام المكسيك وهوندوراس وكوستاريكا والسلفادور وترينيداد وتوباغو، وحسم المنتخب الأمريكي تأهله إلى المونديال بعد فوزه على مضيفه هندوراس 3/2 تحديداً في يوم 11/10/2009.
أنجلترا.. المجد لا يكون بالضرورة للأعرق:
تأسس الاتحاد الأنجليزي لكرة القدم في عام 1863، وانضم إلى الفيفا في عام 1905. رغم قوة الدوري الإنجليزي وثراء الأندية وكون البلاد هي مهد كرة القدم، فإن رصيدها من الإنجازات العالمية لا يضم إلا بطولة وحيدة وتفتقر إلى الألقاب القارية. وبفضل تأهله إلى مونديال 2010 قفز المنتخب الانجليزي إلى المرتبة التاسعة في ترتيب الفيفا.
شاركت إنجلترا في جميع نهائيات كأس العالم لكرة القدم باستثناء الأعوام 1930 و 1934 و 1938 و 1974 و 1978 و 1994. تعتبر إنجلترا مخترعة لعبة كرة القدم وكانت أولى مبارياتها الدولية في عام 1872 والتي تعتبر أول مباراة دولية في تاريخ كرة القدم و جرت في 30 نوفمبر 1872 في غلاسكو في أسكتلندا وتعادلت فيه مع أسكتلندا 0 - 0 وأكبر فوز لها كان في عام 1882 على أيرلندا 13 - 0 واقسى خسارة لها كانت في عام 1954 على يد هنغاريا 1 - 7 . فازت إنجلترا بنهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 1966 ووصلت إلى مرحلة الربع النهائي في الأعوام 1954 ، 1962 ، 1970 ، 1986، 2002 ومرحلة نصف النهائي في عام 1990 . وصلت إنجلترا إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 7 مرات وكان ترتيبها الثالث عام 1968.
ومن أبرز اللاعبين الحاليين في المنتخب الانجليزي القائد ديفيد بيكام الذي يلعب لنادي لوس انجيلوس غالاغسي الأمريكي، و مايكل اوين المنتقل حديثا لنادي مانشيستر يونايتد، وآشلي كول، الذي يلعب في صفوف نادي تشيلسي، و واين روني الذي يلعب لنادي مانشستر يونايتد، و الذي قال عنه مدرب مانشستر السير أليكس فيرغسون: إنه أفضل لاعب أنجبته الملاعب الإنجليزية في الثلاثين سنة الأخيرة. يعد أصغر لاعب دولي في العالم، حيث خاض أول مباراة له وعمره 17 سنة و111 يوم.
فابيو كابيلو.. مغامر ومحنك و"خبيث":
فابيو كابيلو، المولود بسان كانسيان بمقاطعة غوريتسيا في 18 جوان 1946، لاعب سابق في منتخب إيطاليا لكرة القدم. بدأ حياته كلاعب عام 1964 وانتقل إلى جوفنتوس في السبعينيات ثم إلى ميلان آي سي، الذي لعب له حتى اعتزاله عام 1980، وفي عام 1991 تسلم مهمة تدريب نادي ميلان وحقق معه الفوز بـ الدوري الايطالي أربع مرات و أحرز بطولة دوري أبطال أوروبا عام 1994 أمام برشلونة. و خاض كابيلو 300 مباراة في مختلف المسابقات وهو مدربا لميلان. من الفرق الأخرى التي دربها نادي روما وحقق معه الدوري الايطالي موسم 2000/2001 ودرب أيضا نادي جوفنتوس ولكنه ترك منصبه بعد فضيحة التلاعب بنتائج مباريات النادي عام 2006، وفي 5 جويلية 2006 تسلم منصب المدير الفني لنادي ريال مدريد، ثم أقيل بعد تحقيقه بطولة الدوري الإسباني، ثم تعاقد معه الاتحاد الإنجليزي لكي يدرب المنتخب منذ شهر فيفري 2008، عرف عنه قوة الشكيمة والإصرار وحب المغامرة، والخبث التدريبي والحنكة العالية.
جون تيري.. صخرة صلبة رسم على ظهرها الرقم 6:
جون تيريجون، أو جورج تيري، من مواليد 17 ديسمبر 1980 في لندن في إنجلترا، لاعب كرة قدم إنجليزي. بدأ مسيرته الكروية مع نادي تشيلسي في عام 1998، وهو يلعب له حتى الآن. وفي عام 2000 أعير إلى نادي توتنغهام فوريست، ولعب له 6 مباريات. ويعتبر جون تيري من أفضل المدافعين في الكرة الأوروبية وقد تم اختياره كأفضل مدافع لعام 2005 في دوري أبطال أوروبا، ونال في نفس السنة لقب أفضل لاعب في العام، وتم اختياره في فريق كل النجوم لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2006، وهو يلعب مع منتخب إنجلترا منذ سنة 2003 مرتدياً القميص رقم 6، ومع نادي تشيلسي بالقميص رقم 26.
تأشيرة إيطالية لدخول جنوب إفريقيا:
تعرض المنتخب الإنجليزي إلى كبوة أعاقته عن المشاركة في كأس الأمم الأوروبية عام 2008 حتى جاء المدرب الإيطالي المخضرم فابيو كابيلو وتولى قيادة الفريق ونجح في خوض التصفيات الأوروبية ضمن المجموعة السادسة التي ضمت معه كرواتيا وأوكرانيا وكازاخستان وبيلاروسيا وأندورا، واستطاع المنتخب الأنجليزي الفوز في 9 مباريات وخسر مباراة وحيدة أمام أوكرانيا، واستطاع جمع 27 نقطة من 10 مباريات، حيث تأهل رسمياً بعد فوزه على ضيفه المنتخب الكرواتي 5-1 تحديداً في 9/9/2009.