فوجئ السودانيون منذ الصباح الباكر امس بآلاف الاعلام الجزائرية منتشرة في شوارع الخرطوم ويتم توزيعها للمواطنين في اماكن متفرقة من انحاء العاصمة السودانية وفي الجامعات والمدارس وبعض المصالح الحكومية، بينما طافت مسيرات عفوية مشتركة بين السودانيين والجزائريين احيانا وبين المصريين والجزائريين احيانا اخرى شوارع الخرطوم، مرددة هتافات كروية، بينما انقسم الشارع السوداني بين الجانبين، والكثيرون اعلنوها صراحة انهم يقفون مع الفريق الجزائري عطفا على مساندة الجمهور المصري للمنتخب التشادي عندما لعب امام السودان في القاهرة قبل عام، وهي ذات الفترة التي فاز فيها فريق الهلال السوداني على الاهلي المصري.
السلطات السودانية بدأت اعدادها للمباراة فور اعلانها وشرعت في ترتيبات امنية وتنظيمية بالعاصمة الخرطوم. وأعلن د. عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم أن الولاية وضعت 15 ألف جندي لحماية وتأمين اللقاء المرتقب الذي يجمع بين المنتخبين المصري والجزائري غدا الأربعاء بإستاد المريخ بأم درمان. وقال الوالي للصحافيين بحضور أعضاء لجنة أمن الولاية وقيادات الإتحاد العام السوداني لكرة القدم السودانية ان الولاية شرعت فوراً في تنفيذ توجيهات السيد رئيس الجمهورية بإجراء الترتيبات اللازمة لتأمين اللقاء حيث تم تكوين لجان للخدمات وإقامة القادمين للخرطوم وتهيئة العاصمة لاستقبال الحدث وترتيب حركة المرور وقفل بعض الطرق وتحويل بعضها لاتجاه واحد. وقال الوالي انه تم مد البعثة المصرية بعدد 9 الاف تذكرة و9 الاف تذكرة للبعثه الجزائرية وسيتم طرح 17 ألف تذكرة للجمهور السوداني. وأضاف أننا سنكون قدر التحدي وعند حسن ظن من اختاروا السودان لاستضافة هذا اللقاء. كما تحدث في اللقاء د. معتصم جعفر نائب رئيس الإتحاد السوداني لكرة القدم والطريفي صديق رئيس الإتحاد المحلي لكرة القدم بولاية الخرطوم اللذان تناولا الإجراءات التي تمت فيما يتعلق بتوفير إسعافات وغيرها، وقالا انه تقرر تخصيص الجانب الشمالي من إستاد المريخ للجمهور الجزائري والجانب الجنوبي للجمهور المصري، وسيكون هناك فصل تام بين الجمهورين. وقالا انه تم الإتفاق مع البعثتين باعطاء الأولوية في التذاكر للقادمين من خارج السودان، وانه تم تخصيص 16 مدخلا للإستاد. وأضافا أنه تم تخصيص أرض المعسكرات بسوبا لاستضافة الوفود المصرية التي تصل يوم المباراة ومعرض الخرطوم الدولي للجمهور الجزائري.
ويشهد الشارع السوداني اهتماما غير مسبوق بالمباراة. ويدور نقاش يومي حول المباراة ومن سيفوز فيها، ولا حديث للمجتمعات السودانية سوى المباراة المصيرية. كما تناول عدد من كتاب الصحف السياسية لاول مرة في اعمدتهم تفاصيل عن المباراة واجوائها والامور المرتبطة بها. وتصدرت المباراة عناوين الصحف الرياضية الرئيسة.
الأربعاء نوفمبر 18, 2009 10:33 am